فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشوكاني:

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}
معنى: {تَبَّت} هلكت.
وقال مقاتل: خسرت.
وقيل: خابت.
وقال عطاء: ضلت.
وقيل: صفرت من كل خير، وخصّ اليدين بالتباب، لأن أكثر العمل يكون بهما.
وقيل: المراد باليدين نفسه، وقد يعبر باليد عن النفس، كما في قوله: {بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [الحج: 10] أي: نفسك.
والعرب تعبر كثيرًا ببعض الشيء عن كله، كقولهم: أصابته يد الدهر، وأصابته يد المنايا، كما في قول الشاعر:
لما أكبت يد الرزايا ** عليه نادى ألا مخبر

وأبو لهب: اسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم.
وقوله: {وَتَبَّ} أي: هلك.
قال الفراء: الأوّل دعاء عليه، والثاني خبر، كما تقول: أهلكه الله وقد هلك.
والمعنى: أنه قد وقع ما دعا به عليه، ويؤيده قراءة ابن مسعود: {وقد تبّ}.
وقيل: كلاهما إخبار، أراد بالأوّل هلاك عمله، وبالثاني هلاك نفسه.
وقيل: كلاهما دعاء عليه، ويكون في هذا شبه من مجيء العامّ بعد الخاص، وإن كان حقيقة اليدين غير مرادة، وذكره سبحانه بكنيته لاشتهاره بها، ولكون اسمه، كما تقدّم عبد العزى، والعزّى اسم صنم، ولكون في هذه الكنية ما يدلّ على أنه ملابس للنار؛ لأن اللهب هي لهب النار، وإن كان إطلاق ذلك عليه في الأصل لكونه كان جميلًا، وأن وجهه يتلهب لمزيد حسنه، كما تتلهب النار.
قرأ الجمهور: {لهب} بفتح اللام، والهاء.
وقرأ مجاهد، وحميد، وابن كثير وابن محيصن بإسكان الهاء، واتفقوا على فتح الهاء في قوله: {ذَاتَ لَهَبٍ}.
وروى صاحب الكشاف أنه قرئ: {تبت يدا أبو لهب} وذكر وجه ذلك.
{مَا أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} أي: ما دفع عنه ما حلّ به من التباب، وما نزل به من عذاب الله ما جمع من المال، ولا ما كسب من الأرباح والجاه؛ أو المراد بقوله: {ماله} ما ورثه من أبيه، وبقوله: {وَمَا كَسَبَ} الذي كسبه بنفسه.
قال مجاهد: وما كسب من ولد، وولد الرجل من كسبه، ويجوز أن تكون (ما) في قوله: {مَا أغنى} استفهامية، أي: أيّ شيء أغنى عنه؟ وكذا يجوز في قوله: {وَمَا كَسَبَ} أن تكون استفهامية، أي: وأيّ شيء كسب؟ ويجوز أن تكون مصدرية، أي: وكسبه.
والظاهر أن (ما) الأولى نافية، والثانية موصولة.
ثم أوعده سبحانه بالنار فقال: {سيصلى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}.
قرأ الجمهور: {سيصلى} بفتح الياء، وإسكان الصاد، وتخفيف اللام، أي: سيصلى هو بنفسه.
وقرأ أبو رجاء، وأبو حيوة، وابن مقسم، والأشهب العقيلي، وأبو السماك، والأعمش، ومحمد بن السميفع بضم الياء، وفتح الصاد، وتشديد اللام، ورويت هذه القراءة عن ابن كثير، والمعنى سيصليه الله، ومعنى {ذَاتَ لَهَبٍ} ذات اشتعال وتوقد، وهي: نار جهنم.
{وامرأته حَمَّالَةَ الحطب} معطوف على الضمير في {يصلى}.
وجاز ذلك للفصل، أي: وتصلى امرأته نارًا ذات لهب، وهي أمّ جميل بنت حرب أخت أبي سفيان.
وكانت تحمل الغضى والشوك، فتطرحه بالليل على طريق النبيّ صلى الله عليه وسلم، كذا قال ابن زيد، والضحاك، والربيع بن أنس، ومرّة الهمداني.
وقال مجاهد، وقتادة، والسديّ: إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس.
والعرب تقول: فلان يحطب على فلان: إذا نمّ به، ومنه قول الشاعر:
إن بني الأدرم حمالوا الحطب ** هم الوشاة في الرضا والغضب

عليهم اللعنة تترى والحرب

وقال آخر:
من البيض لم يصطد على ظهر لأمة ** ولم يمش بين الناس بالحطب الرطب

وجعل الحطب في هذا البيت رطبًا لما فيه من التدخين الذي هو زيادة في الشرّ، ومن الموافقة للمشي بالنميمة.
وقال سعيد بن جبير: معنى حمالة الحطب أنها حمالة الخطايا والذنوب، من قولهم: فلان يحتطب على ظهره، كما في قوله: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} [الأنعام: 31].
وقيل: المعنى حمالة الحطب في النار.
قرأ الجمهور: {حمالة} بالرفع على الخبرية على أنها جملة مسوقة للإخبار بأن امرأة أبي لهب حمالة الحطب، وأما على ما قدّمنا من عطف، {وامرأته} على الضمير في {تصلى}، فيكون رفع حمالة على النعت لامرأته، والإضافة حقيقية؛ لأنها بمعنى المضيّ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هي حمالة.
وقرأ عاصم بنصب: {حمالة} على الذمّ، أو على أنه حال من امرأته.
وقرأ أبو قلابة {حاملة الحطب}.
{فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ} الجملة في محل نصب على الحال من {امرأته}.
والجيد العنق، والمسد الليف الذي تفتل منه الحبال، ومنه قول النابغة:
مقذوفة بدخيس النحض بازلها ** له صريف صريف القعو بالمسد

وقول الآخر:
يا مسد الخوص تعوّذ مني ** إن كنت لدنا لينا فإني

وقال أبو عبيدة: المسد هو الحبل يكون من صوف.
وقال الحسن: هي حبال تكون من شجر ينبت باليمن تسمى بالمسد.
وقد تكون الحبال من جلود الإبل أو من أوبارها.
قال الضحاك، وغيره: هذا في الدنيا، كانت تعير النبيّ صلى الله عليه وسلم بالفقر، وهي تحتطب في حبل تجعله في عنقها فخنقها الله به فأهلكها.
وهو في الآخرة حبل من نار.
وقال مجاهد، وعروة بن الزبير: هو سلسلة من نار تدخل في فيها وتخرج من أسفلها.
وقال قتادة: هو قلادة من ودع كانت لها.
قال الحسن: إنما كان خرزًا في عنقها.
وقال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت: واللات والعزّى، لأنفقنها في عداوة محمد، فيكون ذلك عذابًا في جسدها يوم القيامة.
والمسد الفتل يقال: مسد حبله يمسده مسدًا: أجاد فتله.
وقد أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن ابن عباس قال: لما نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} [الشعراء: 214] خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: «يا صباحاه» فاجتمعوا إليه، فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدّقيّ؟» قالوا: ما جربنا عليك كذبًا، قال: «فإني نذير لكم بني يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تبًا لك إنما جمعتنا لهذا؟ ثم قام فنزلت هذه السورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ}.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ}.
قال: خسرت، وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ابنه من كسبه. ثم قرأت: {مَا أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} قالت: وما كسب ولده، وأخرج عبد الرزاق، والحاكم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وَمَا كَسَبَ} قال: كسبه ولده.
وأخرج ابن جرير، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {وامرأته حَمَّالَةَ الحطب} قال: كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبيّ صلى الله عليه وسلم ليعقره وأصحابه، وقال: {حَمَّالَةَ الحطب} نقالة الحديث.
{حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ} قال: هي حبال تكون بمكة.
ويقال: المسد العصا التي تكون في البكرة، ويقال: المسد قلادة من ودع.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو زرعة عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ} أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول:
مذمما أبينا ** ودينه قلينا

وأمره عصينا

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله قد أقبلت، وأنا أخاف أن تراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها لن تراني» وقرأ قرآنا اعتصم به، كما قال تعالى: {وَإِذَا قرأتَ القرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالأخرة حِجَابًا مَّسْتُورًا} [الإسراء: 45] فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، قال: لا، وربّ البيت ما هجاك فولت وهي تقول:
قد علمت قريش أني ابنة سيدها

وأخرجه البزار بمعناه، وقال: لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد. اهـ.

.قال القاسمي:

سورة المسد:
بسم الله الرحمن الرحيم
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
أي: خسرت يداه، وخسر هو. واليدان كناية عن الذات والنفس، لما بينهما من اللزوم في الجملة، أو مجاز من باب إطلاق الجزء على الكل. وجملة {وَتُبْ} مؤكدة لما قبلها، أو المراد بالأولى خسرانه في نفسه وذاته؛ لأن سعي المرء لإصلاح نفسه وعمله. فأخبر بأن محروم منهما، كما تشير له الآيتان بعد: أعني هلاك عمله وهلاك نفسه.
وقال ابن جرير: كان بعض أهل العربية يقول قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} دعاء عليه من الله. وأما قوله: {وَتُبْ} فإنه خبر، أي: عما سيحقق له في الدنيا والآخرة. وعبر عنه بالماضي لتحققه.
وأبو لهب أحد عمومة النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد العزى، وقد اشتهر بكنيته وعرف بها لولد له يقال: له لهب؛ أو لتلهب وجنتيه وإشراقهما، مع الإشارة إلى أنه من أهل النار، وأن مآله إلى نار ذات لهب، فوافقت حاله كنيته، فحسن ذكره بها.
قال الرواة: كان أبو لهب من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأذية له وبغضة له وازدراء به وتنقصًا له ولدعوته، ومات على كفره بعد وقعة بدر ولم يحضرها، بل أرسل عنه بديلًا، فلما بلغه ما جرى لقريش مات غمًا؛ وقد روى الشيخان عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ونادى: «يا بني فهر! يا بني عديّ!»- لبطون من قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولًا؛ لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ»؟ قالوا: نعم. ما جربنا عليك إلا صدقًا.
قال: «فإني لكم نذير بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك سائرَ اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت السورة.
وروى الإمام أحمد عن ربيعة بن عباد الديلي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: «يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا». والناس مجتمعون عليه. ووراءه رجل وضيء الوجه أحول، ذو غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب. يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب. وفي رواية له: يتبعه من خلفه يقول: يا بني فلان! هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة. فلا تسمعوا له ولا تتبعوه.
{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} أي: أي: شيء أغنى عنه ماله وما كسبه من سخط الله عليه وخسرانه. فكسبه هو عمله الذي يظن أنه منه على شيء.
وقيل: ولده؛ لقرن الأولاد بالأموال في كثير من الآيات، وكانت العرب تعد أولادها للنائبات كالأموال، فنفى إغناءهما عنه حين حلَّ به التباب.
قال الشهاب: والذي صححه أهل الأثر أن أولاده، لعنه الله، ثلاثة: متعب وعتبة وهما أسلما، وعتيبة- مصغرًا- وهذا هو الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاهر بإيذائه وعداوته، ورد ابنته وطلقها؛ وقال صلوات الله عليه وسلامه: «اللهم سلِّط عليه كلبًا من كلابك». فأكله السبع في خرجة خرجها إلى الشام. وفيه يقول حسان رضي الله عنه:
من يرجعُ العامَ إلى أهلِهِ ** فما أُكِيلُ السَّبْعِ بالراجِعِ

ثم قال: ولهب هو أحد هؤلاء فيما قيل، قال الثعالبي: ومنه يعلم أن الأسد يطلق عليه كلب. ولما أضيف إلى الله، كان أعظم أفراده.
{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} أي: توقّد واشتعال، وهي نار الآخرة، جزاء ما كان يأتيه من مقاومة الحق ومجاهدته.
{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} أي: وسيصلاها معه امرأته أيضأ: فـ {امْرَأَتَهُ} مرفوع عطفًا على الضمير في {سَيَصْلَى} أو على الابتداء، و{فِي جِيدِهَا} الخبر. وقرئ: {حَمَّالَةَ} بالنصب على الشتم والذم، وبالرفع نعتًا أو بدلًا أو عطف بيان. إنما قيل لها ذلك لأنها كانت تحطب الكلام وتمشي بالنميمة، كما قاله مجاهد وعكرمة وقتادة.
قال الزمخشري: ويقال للمشّاء بالنمائم المفسد بين الناس، يحمل الحطب بينهم، أي: يوقد بينهم ويورث الشر، قال:
البيض لم تُصْطَدْ على ظهر لأْمة ** ولَمْ تَمْشِ بين الحيّ بالحطَبِ الرَّطْبِ

يمدحها بأنها من البيض الوجوه وأنها بريئة من أن تصطاد على سوء ولؤم فيها، ومن أن تمشي بالسعاية والنميمة بين الناس. وإنما جعل رطبًا ليدل على التدخين الذي هو زيادة الشر. ويقال: فلان يحطب على فلان، إذا أغرى به.
قال الشهاب: وهي استعارة مشهورة لطيفة، كاستعارة حطب جهنم للأوزار.
قال ابن كثير: وكانت زوجته من سادات نساء قريش، وهي أم جميل، واسمها أروى بنت حرب بن أمية، وهي أخت أبي سفيان وعمة معاوية، وكانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده.
{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} قال الإمام رحمه الله: أي: في عنقها حبل من الليف، أي: أنها في تكليف نفسها المشقة الفادحة، للإفساد بين الناس وتأريث نيران العداوة بينهم، بمنزلة حامل الحطب الذي في عنقه حبل خشن، يشدّ به ما حمله إلى عنقه، حتى يستقل به. وهذه أشنع صورة تظهر بها امرأة تحمل الحطب، وفي عنقها حبل من الليف، تشد به الحطب إلى كاهلها، حتى تكاد تختنق به.
وقال أيضًا: قد أنزل الله في أبي لهب وفي زوجته هذه السورة، ليكون مثلًا يعتبر به من يعادي ما أنزل الله على نبيِّه؛ مطاوعة لهواه وإيثارًا لما ألفه من العقائد والعوائد والأعمال، واغترارًا بما عنده من الأموال، وبما له من الصولة أو من المنزلة في قلوب الرجال، وأنه لا تغني عنه أمواله ولا أعماله شيئًا، وسيصلى ما يصلى. نسأل الله العافية. اهـ.